الأربعاء، 30 أبريل 2014

[حاذة ، صفينة ، السوارقية]


[حاذة ، صفينة ، السوارقية]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



من مساكن بني طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهم، في القرن الهجري: الأول، الثاني، الثالث، الرابع.
وتقع تلك الديار حالياً في محافظة المهد "مهد الذهب"، وكانت تعرف سابقاً بـ (معدن بني سليم)، وتوجد في جنوب شرق المدينة المنورة بأرض الحجاز، على الخط الفاصل بين بلاد الحجاز وبلاد نجد، ويمر بها طريق الحاج العراقي "الكوفي" القديم.

وهذه صور: السويرقية، وصفينة، وحاذة، والمسلح .. بجنوب شرق المدينة المنورة، بالقرب من عالية نجد.



أحمد عبد النبي فرغل الدعباسي

منازل الأباء الأولى ببادية المدينة المنورة

منازل الأباء الأولى ببادية المدينة المنورة بأرض الحجاز
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال الإمام الحربي: أخبرنا أبو إسحاق البكري، إبراهيم بن إسحاق بن محمد بن زكريا بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، قال: منازل ولد طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق بالأتم من بلاد بني سليم، وهي للمصعد إلى مكة عن طريق الجادة، بعد معدن بني سليم، وبها كان الطريق قديماً، ثم حُوّل إلى الأفيعية والمسلح، وهي عن يمين المسلح، وقال: وهي ثلاث قريات، في ثلاثة أودية، يقال لأولها "المحدث"، وهي قطيعة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعبد الرحمن بن أبي بكر الصديق. والوادي الثاني يقال له "نقيا" والقرية في وسط الوادي، وبها ولد محمد بن طلحة. والثالث "حاذة" وهي التي كان بها منزل طلحة بن عبد الله، وبها طريق عيسى بن موسى، كان يعدل من معدن بني سليم إلى صفينة.
والصرداء: أسفل وادي نقيا، قرية بني محمد بن طلحة. والمحدث: هي القطيعة.

-حاذة: مدينة مليحة للبكريّين بها عدّة من الحصون وجامع كبير، وهي تقع بين المدينة المنورة ونجد وكانت من ديار بني سليم. (أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، معجم البلدان، المعالم الأثيرة في السنة والسيرة)

قلت: ويسكنها حالياً قبيلة العقايلة، أحد فروع قبيلة مطير الشهيرة. وملحق بالمنشور صور لقرية (حاذة) من موقع قبيلة العقايلة - مطير.









====================

صورة لقرية أفيعية .. بمهد الذهب "معدن بني سليم" بجنوب شرقي المدينة المنورة، وهي من منازل آل أبي بكر الصديق، وآل الزبير بن العوام، وبني سليم.
وهي بلدة كثيرة الأفاعي.. ولذا سميت أفيعية.




جبل أفيعية



أحمد عبد النبي فرغل الدعباسي

الخميس، 17 أبريل 2014

[ الأجداد الأجواد الأزواد ]

[ الأجداد الأجواد الأزواد ]

- طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهم، جدنا الأعلى، كان يُلقب بطلحة الدراهم ، لكثرة عطاءه من الدراهم، وهو أحد الطلحات الست المشهورين بالجود.
وهو حفيد طلحة بن عبيد الله التيمي رضي الله عنه، المعروف بطلحة الفياض ، وطلحة الجواد، وطلحة الخير (لقّبه رسول الله - صلى الله عليه وآل وسلم - بتلك الألقاب، لكثرة جوده)، وهو أحد الطلحات الست المشهورين بالجود، وابنته عائشة بنت طلحة هي والدة طلحة الدراهم - المذكور آنفاً - وأمها: أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

- عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، لم ترد له سيرة وافية في كتب التراجم والسير، ولكن رجل أباه عبد الرحمن، وجده أبا بكر، وصهره طلحة بن عبيد الله الفياض، وولده طلحة الدراهم .. لا يكون إلا جواداً كريماً .. فلا بدع فأمه: قريبة الصغرى بنت أبي أمية زاد الركب بن المغيرة المخزومية، وأبي أمية هذا ثالث ثلاثة من قريش كانوا يدعون بأزواد الركب، لشدة كرمهم وسخاءهم المنقطع النظير، فكان لا ينحر ولا يذبح ولا يُطعم ولا يُنفق أحد غيرهم إن كانوا في سفر، فسمّوا (بزاد الركب).
وأم قريبة الصغرى بنت زاد الركب: عاتكة بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس القرشي، السيد الجواد المشهور، وثاني اثنين من قريش سادا رغم قلة مالهم - هو وأبا طالب بن عبد المطلب بن هاشم - وكان من مطعمي قريش وأجوادهم.

- عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، السيد الجواد الشجاع، كان من شجعان ورماة قريش، وحكاياته في الجود مشهورة مسطورة في بطون الكتب، فلا غرو فأخواله بنو دهمان بن غنم الكنانيون، اخوة بني فراس بن غنم الشجعان الكرام الأجاويد، من تمنى علي بن أبي طالب - عليه السلام - أن يتسبدل جيشه الجرار بألف رجل من بني فراس، ومنهم فارس العرب ربيعة بن مكدم الذي أجار وهو ميت .. ولا يُعلم رجل من البشر أجار وهو ميت سواه.
وقد تزوج عبد الرحمن من إمراة فراسية كنانية من ولد "جذل الطعان" أنجب منها ولده الأكبر: محمد أبو عتيق، الصحابي الجواد الشهير بالدعابات، وكذا ولده عبد الله الشهير بابن أبي عتيق.

- أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وعنه يخبرك القرآن ، وعنه يخبرك سيد بني عدنان عليه الصلاة والسلام، ولن نزيد على هذا الحديث: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:  ما لأحدٍ عندَنا يدٌ إلا وقد كافيناه ما خلا أبا بكرٍ فإن له عندنا يدًا يكافئُه اللهُ بها يومَ القيامةِ وما نفعَني مالُ أحدٍ قطُّ ما نفعَني مالُ أبي بكرٍ ولو كنت متخذًا خليلًا لاتخذتُ أبا بكرٍ خليلًا ألا وإن صاحبَكم خليلُ الله) رواه الترمذي.

- وأما الجد الأعلى لأبي بكر الصديق: وهو عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي، فكان يُدعى (عمرو السيال)، لفرط جوده وكرمه، فكأنه السيل في عطاءه، وكأن الكرم يتقطر ويسيل منه، وبنو عمرو السيال هذا هم بيت بنو تيم بن مرة وسادتهم وقادتهم، ومنهم أيضاً: عثمان بن عمرو السيال، وكان يُدعى (شارب الذهب)، فكان لا يشرب إلا في آنية الذهب، وهو أحد أجداد طلحة الدراهم من قبل أمه: عائشة بنت طلحة الفياض بن عبيد الله بن عثمان شارب الذهب بن عمرو السيال بن كعب بن سعد بن تيم، ومن بني عمرو السيال أيضاً: عبد الله بن جدعان بن عمرو السيال، وكان من أجود أجاويد العرب، ومن أسخى قريش، وقيل كان يُدعى أيضاً – مثل عمه عثمان – (حاسي الذهب)، وكان يُضرب به المثل في الجود، فيقال: أقرى من حاسي الذهب، لأنه كان لا يشرب الماء إلا في آنية الذهب، وحكايات جوده وكرمه وعطاءه تملأ الصحف والكتب، فليُطالعها من أراد الإستزادة. فهؤلاء قوم هم بيت الكرم والجود والسخاء كابراً عن كابر، فلله درك يا طلحة الدراهم.

أحمد عبد النبي فرغل الدعباسي
الدنفيقي القَصّي الطلحي البكري الصديقي التيمي القرشي .

الأربعاء، 9 أبريل 2014

جهبذ جهابذة النسابين .. ابن حزم الأندلسي

جهبذ جهابذة النسابين .. ابن حزم الأندلسي
========================

جهبذ جهابذة النسابين .. أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري، عالم الاندلس في عصره، وأحد أئمة الاسلام. صاحب مذهب الحزمية.
ولد بقرطبة سنة (384 هـ- 994 م) وكانت له ولأبيه من قبله رياسة الوزارة، وتدبير المملكة، فزهد بها وانصرف الى العلم والتأليف.
فكان حافظا فقيهاً، مستنبطا للاحكام من الكتاب والسنة. وقد درس المنطق،
ودرس مذهب الشافعي وتعمق في دراسته وتعصب له، ثم انتقل الى مذهب الظاهرية. ودرس فقه المالكية ودرس الموطأ. وقام بتنقيح مذهب داود، ووضع الكتب في بسطه وتفسيره. واتخذ لنفسه بعدها مذهبا خاصا وآراء تفرد بها.
لقد كان ابن حزم بعيدا عن المصانعة، فانتقد كثيرا من العلماء، فأجمعوا على تضليله، وحذروا سلاطينهم من فتنته، فاقصي وطورد، ورحل الى بادية لبلة «في بلاد الاندلس» وتوفي هناك سنة (456 هـ- 1064 م) .
روي عن ابنه الفضل انه اجتمع عنده بخط ابيه من تآليفه نحو "400" مجلد تشتمل على ما يقرب من ثمانين الف ورقة. وكان يقال:
لسان ابن حزم وسيف الحجاج شقيقان.

أما نسب هذا النسابة: فعثرت على جذوة قبس في "جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس" جاء فيها أنه من الموالي: ( علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب أبو محمد أصله من الفرس، وجده الأقصى في الإسلام اسمه يزيد مولى ليزيد بن أبي سفيان) اهـ.
ونقل ابن عساكر في "تاريخ دمشق" سند بعض الروايات؛ جاء فيها: (حدثني أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب الفارسي الفقيه وأملاه علي بالأندلس) اهـ. وذكر مثله أبو جعفر الضبي في "بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس".
وتابعهم ياقوت الحموي في "معجم الأدباء" بمزيد من التفصيل؛ فقال: (علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف بن سفيان بن يزيد الفارسي مولى يزيد بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس، القرشي الأندلسي الإمام العلامة، يكنى أبا محمد.
وأصل آبائه من قرية منت ليشم من إقليم الزاوية من عمل أونبة من كورة لبلة من غرب الأندلس، وسكن هو وآباؤه قرطبة ونالوا فيها جاها عريضا) اهـ.
وكذا قال الذهبي في "طبقات الحفاظ" و "تاريخ الإسلام": ( ابن حزم الإمام العلامة الحافظ الفقيه المجتهد, أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف بن معدان بن سفيان بن يزيد مولى يزيد بن أبي سفيان بن حرب بن أمية, الفارسي الأصل الأموي اليزيدي القرطبي الظاهري صاحب التصانيف: كان جدهم خلف أول من دخل إلى الأندلس) اهـ. ووصم والده بـ (الفارسي) في "سير أعلام النبلاء". وكذا ذكر الصفدي في "الوافي بالوفيات"، والسيوطي في "طبقات الحفاظ"، والعسقلاني في "لسان الميزان".
وقد ترجم أبو عبد الله الأنصاري المراكش في سفره الخامس من كتاب الذيل؛ لأحد أحفاد ابن حزم، فقال: (الفتح بن الفضل بن علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الفارسي اليزيدي: أبو العباس؛ روى عن عمه ابي سليمان مصعب) اهـ.

ولكن كان للشنتريشي رأي آخر؛ ذكره في "الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة" حيث قال: (وكان مما يزيد في شنآنه - أي النسابة ابن حزم - تشيعه لأمراء بني أمية، ماضيهم وباقيهم بالمشرق والأندلس، واعتقاده لصحة إمامتهم، وانحرافه عمن سواهم من قريش، حتى نسب إلى النصب لغيرهم. وقد كان في غرائبه انتماؤه في فارس، واتباع أهل بيته له في ذلك بعد حقبة من الدهر تولى فيها أبوه الوزير المعقل في زمانه، الراجح في ميزانه، أحمد بن سعيد بن حزم لبني أمية أولياء نعمته، لا عن صحة ولاية لهم عليه، فقد عهده الناس خامل الأبوة، مولد الأرومة من عجم لبلة، جده الأدنى حديث عهد بالإسلام، لم يتقدم لسلفه نباهة، فأبوه أحمد على الحقيقة هو الذي بنى بيت نفسه في آخر الدهر برأس رابيةٍ، وعمده بالخلال الفاضلة من الرجاحة والمعرفة والدهاء والرجولة والرأي) اهـ.
وذكر لسان الدين ابن الخطيب في "الإحاطة": (علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح ابن خلف بن معدان بن سفيان بن يزيد، الإمام أبو محمد بن حزم.
أوليته: أصله من الفرس، وجدّه الأقصى في الإسلام اسمه يزيد، مولى ليزيد بن أبي سفيان. قال أبو مروان بن حيان: وقد كان من عجائبه، انتماؤه في فارس وأتباع أهل بيته، له في ذلك بعد حقبة من الدهر تولّى فيها الوزير، المفضّل في زمانه، الراجح في ميزانه، أحمد بن سعيد بن حزم، لبني أمية أولياء نعمته، لا عن صحة ولاية لهم عليه، فقد عهده الناس مولّد الأرومة من عجم لبلة، جدّه الأدنى حديث عهد بالإسلام، لم يتقدّم لسلفه نباهة)اهـ.

وأما والده فهو: الوزير أبو عمر أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب الأندلسي، وزر للمنصور أبي عامر محمد بن أبي عامر مدبر دولة المؤيد هشام بن المستنصر الحكم الأموي، كاتب شاعر؛ مات قريبًا من سنة 400 هـ. طبقاً لما ذكره ابن ماكولا في الإكمال، والحموي في "معجم الأدباء".

أما اشهر مؤلفاته فهي:
1- جمهرة الانساب.
2- الناسخ والمنسوخ.
3- حجة الوداع.
4- جوامع السيرة.
5- التقريب لحد المنطق والمدخل اليه.
6- ملخص ابطال القياس. - حققه الافغاني ورجح نسبته الى ابن حزم.
7- فضائل الاندلس.
8- امهات الخلفاء.
9- رسائل ابن حزم.
10- الاحكام لاصول الاحكام.
11- المفاضلة بين الصحابة.
12- مداواة النفوس.
13- طوق الحمامة.
14- الاجماع ومسائله على ابواب الفقه.
15- الاخلاق والسير، في مداواة النفوس.
16- اسماء الخلفاء والولاة.
17- اسماء الصحابة والرواة.
18- اسماء الله تعالى.
19- اصحاب الفتيا، من الصحابة ومن بعدهم.
20- اظهار تبديل اليهود والنصارى للتوراة والانجيل.
21- الامامة والسياسة.
22- الايصال الى فهم الخصال.
23- نكت الاسلام.
24- التلخيص والتخليص.
25- الجامع في صحيح الحديث.
26- جمل فتوح الاسلام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
27- الفصل في الملل والاهواء والنحل.
28- القراءات المشهورة في الامصار.
29- كتاب فيما خالف فيه ابو حنيفة ومالك والشافعي جمهور العلماء.
30- كشف الالتباس، ما بين الظاهرية واصحاب القياس.
31- المجلّى: وهو المتن الذي شرح باسم المحلى.
32- المحلى بالآثار، في شرح المجلى بالاختصار.
33- مراتب الاجماع في العبادات والمعاملات والاعتقادات.
34- مسائل في اصول الفقه.
35- الصادع والرادع. على من كفر اهل التأويل من فرق المسلمين.
36- شرح احاديث الموطأ.
37- رسالة في فضل الاندلس.
38- منتقى الاجماع وبيانه.
39- النصائح المنجية.
40- نقط العروس.
41- جمهرة انساب العرب.

=========================
جمع واعداد/ أحمد عبد النبي فرغل الدعباسي

الثلاثاء، 25 مارس 2014

(ابن أبي ليلى) وَوَهم مجد الدين ابن الأثير !

(ابن أبي ليلى) وَوَهم مجد الدين ابن الأثير !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ذكر مجد الدين ابن الأثير (المتوفى سنة 606 هـ) في "المرصع في الأباء والأمهات والبنين والبنات والأذواء والذوات" أن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق – رضي الله عنهما – كان يُدعى بـ (ابن أبي ليلى)، وأن ولده محمد أبو عتيق بن عبد الرحمن كان أيضاً يُدعى (ابن أبي ليلى) وأنه كان تابعي كبير مشهور، وإمام مشهور في الفقه صاحب مذهب وقول، ثم قال: وإذا أطلق المحدّثون "ابن أبي ليلى" فانهم يعنون عبد الرحمن، وإذا أطلق الفقهاء "ابن أبي ليلى" فإنما يعنون محمد بن زياد بن أبيه. انظر: المرصع في الأباء والأمهات صـ 53
قلت: وَهَم ابن الأثير، فعبد الرحمن الملقب بابن أبي ليلى ليس (عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق) وإنما هو: عبد الرحمن بن أبي ليلى واسمه "يسار" – ويُقال داود - بن بلال بن أحيحة بن الجلاح بن الحريش بن جحجبا بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري.
وولده محمد بن عبد الرحمن: هو التابعي الفقيه المشهور قاض الكوفة، بينما (محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق) لم يكن تابعياَ ولا قاضياً؛ وإنما هو صحابي مشهور.
كما أن (عبد الرحمن ابن أبي ليلى الأنصاري) كان تابعياً ولم يكن صحابياً، وإنما الصحابي هو أبوه (يسار بن بلال) المكنى بأبي ليلى. فليُعلَم.
انظر: الطبقات الكبرى ط العلمية 6/ 166 ؛ جمهرة أنساب العرب لابن حزم 1/ 335 ؛ نسب معد واليمن الكبير 1/ 372 ؛ الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة 1/ 428 ؛ تاريخ بغداد وذيوله 10/ 197 ؛ تاريخ دمشق لابن عساكر 36/ 76 ؛ تهذيب الأسماء واللغات 1/ 303-304 ؛ الثقات لابن حبان 5/ 100 ؛ تهذيب الكمال في أسماء الرجال 17/ 372-373 ؛ الكامل في ضعفاء الرجال 7/ 390 ؛ طبقات خليفة بن خياط 1/ 252-253 ؛ سير أعلام النبلاء ط الرسالة 4/ 262-263 ؛ وفيات الأعيان 4/ 179
ــــــــــــــــ
أحمد عبد النبي فرغل الدعباسي

الأحد، 23 مارس 2014

من هم العرب ؟

من هم العرب ؟
ــــــــــــــــــــ
 بإختصار شديد .. العرب صنفان: بائدة ، وباقية .
- البائدة هم القبائل العربية القديمة التي بادت ولا يُعلم لها اليوم بقية، مثل: عاد، إرم، ثمود، جديس، طسم، العماليق، مدين، أميم، وغيرهم.
- الباقية هم الموجودين اليوم، وهم : بنو عدنان ، وبنو قحطان.

ينقسم العرب الباقية أيضاً إلى ثلاث أقسام، عرب عاربة، وعرب متعربة، وعرب مستعربة.
- العرب العاربة: هم بنو عدنان وقحطان.
- العرب المتعربة: هم الشعوب التي خالطت العرب في بلادهم وانتسبت لهم، مثل الأنباط.
- العرب المستعربة: هم القبائل العربية التي خالطت الأعاجم، مثل إياد بالعراق، وغسان بالشام.

والله أعلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد عبد النبي فرغل الدعباسي

الخميس، 20 مارس 2014

الشرف الأنيق بين الفاروق والصديق

الشرف الأنيق بين الفاروق والصديق
====================

من أسباط آل أبي بكر الصديق: القاسم بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، أبو محمد المدني، وأمه: أم عبد الله بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق. توفي في خلافة مروان بن محمد الأموي. حدث عنه البخاري ومسلم والنسائي وابن حبان.

من طرائف أخباره ما رواه الإمام مسلم بن الحجاج، حيث قال:
حدثني أبو بكر بن النضر بن أبي النضر، قال: حدثني أبو النضر هاشم بن القاسم، قال: حدثنا أبو عقيل صاحب بهية، قال: كنت جالساً عند القاسم بن عبيد الله – وهو صاحب هذه الترجمة - ويحيى بن سعيد، فقال يحيى للقاسم: يا أبا محمد إنه قبيح على مثلك عظيم أن تسأل عن شيء من أمر هذا الدين فلا يوجد عندك منه علم ولا فرج أو علم ولا مخرج. فقال له القاسم: وعم ذلك؟ قال: لأنك ابن إمامي هدى: (أبي بكر، وعمر). قال: يقول له القاسم: أقبح من ذاك عند من عقل عن الله أن أقول بغير علم أو آخذ عن غير ثقة. قال: فسكت فما أجابه.

ـــــــــــ
- تهذيب الكمال في أسماء الرجال 23/ 397

================
أحمد عبد النبي فرغل الدعباسي

الأربعاء، 19 مارس 2014

أولاد الناس وآخرة المماليك !!

أولاد الناس وآخرة المماليك !!




يُطلِق أهل مصر على أبناء الأسر صاحبة الجاه والنفوذ والثراء لقب "أولاد الناس" . ومن سواهم هم عامة الشعب وفقراءهم !.

حَكَم مصر لقرون عديدة طائفة "المماليك" التي تعود أصول أكثرهم إلى شعوب القوقاز والشركس والغز التركمان، وكان الأيوبيون - من قبلهم - قد استكثروا من جلب المماليك هؤلاء وشرائهم ليقوى جانبهم بهم، حتى تمكنوا - أي المماليك - أخيراً من تولي زمام حكم مصر وما يتبعها من النواح والولايات. وبسبب توليهم سدة الحكم تمكن سلاطينهم وكبار أمراءهم من أن يتزوجوا بنساء مصريات رغم أنهم كانوا مماليك عبيد قد مسّهم الرّق، فنشأت من تلك الزيجات طائفة جديدة من السكان في مصر - بسبب كثرة عدد أمراء وسلاطين المماليك - وسُمّيت هذه الطائفة بــ (أولاد الناس) وكأننا نفهم من ذلك المصطلح المتعجرف أن من سوى هؤلاء ليسوا من الناس ! .. وانما هو أوباش ورعاع، وهذا من ظُلم المماليك البيّن، حيث جعلوا أنفسهم هم الناس، وأولادهم هم "أولاد الناس" !.

كانت طبقة أولاد الناس تأتي في المرتبة الثانية العليا بعد طبقة - أباءهم - سلاطين وأمراء المماليك، وخرج من تلك الطبقة جمع من الأمراء والعلماء، وكان من مشاهير طائفة أولاد الناس العلامة الشهير والمؤرخ الكبير "إبن إياس الحنفي" صاحب (بدائع الزهور في وقائع الدهور).

وبعد تتابع الأجيال ذابت طبقة "أولاد الناس" داخل المجتمع المصري، ولكن لم يزل إلى اليوم شئ من أثرهم باقياً .. وهو اسمهم ! ، فمجتمعنا المعاصر حذى حذو المماليك وصنّف المجتمع لطبقات، فجعل الأثرياء وأصحاب السلطان هم الناس، وأولادهم هم أولاد الناس، ومن سواهم من عوام الشعب الكادح تم حرمانهم من أن يكونوا من "الناس" !!.

أدعوا الله ألّا يلقى مجتمع مصر نفس المصير الأسود المؤلم للمماليك ومجتمعهم، والذي سجل نهايته قلم "ابن زنبل الرمال" ذلك المؤرخ المملوكي في كتابه (آخرة المماليك) . فاللهم أحسن آخرتنا يا رب الناس .

================
أحمد عبد النبي فرغل الدعباسي

الاثنين، 17 مارس 2014

ما هلك هالك .. ترك مثل مالك !

ما هَلك هالك تَرك مثل مـالك !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال أبو بكر الخرائطي (المتوفى سنة 327 هـ) حدثنا عبد الله بن أبي سعد، قال: ثنا حازم بن عقال بن حبيب بن المنذر بن أبي الحصن بن السموأل بن عادياء، قال: حدثني جامع بن خيران بن جُميع ابن عثمان بن سماك بن أبي الحصن بن السموأل بن عادياء، قال:
لمّا حضرت الأوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر، الوفاة، اجتمع إليه قومه من غسّان، فقالوا: إنه قد حضرتك من أمر الله ما ترى، وما كنّا نأمرك بالتزويج في شبابك فتأبى، وهذا أخوك الخزرج له خمسة بنين - وهم: عمرو، وعوف، وجشم، والحارث، وكعب - وليس لك ولد غير مالك.
قال: لن يهلك هالك ترك مثل مالك، إن الذي يُخرج النار من الوثيمة، قدر أن يجعل لمالك نسلاً، ورجالاٍ بُسلاً، وكلٌّ إلى الموت.
ثم أقبل على مالك، فقال: أب بنَيّ، المنيَّة ولا الدَّنيَّة، العقاب ولا العتاب، التجلُّد ولا التلدُّد، القبر خير من الفقر، إنه من قلّ ذلّ، ومن كرم الكريم الدفع عن الحريم، والدَّهرُ يومان، فيوم لك ويوم عليك، فإذا كان لك فلا تبطر، وإذا كان عليك فاصطبر؛ وكلاهما سينحسر، ليس يفلت منهما الملك المتوَّج، ولا اللئيم المعلهج، سلِّم ليومك، حيَّاك ربُّك. ثم أنشأ يقول:
شهدتُ السَّبايا يومَ آلِ مُحَرِّقٍ = ولا أدركَ عمري صيحة الله في الحِجرِ
فلم أرَ ذا ملكٍ من الناس واحداً = ولا سوقةً إلاَّ إلى الموتِ والقبرِ
فَعَلَّ الذي أردى ثموداً وجُرهماً = سيُعقبُ لي نسلاً على آخرِ الدَّهرِ
تَقَرُّ بهم من آلِ عمرو بن عامرٍ = عيونٌ لدى الداعي إلى طلب الوترِ
فإنْ تكُنِ الأيّام أبلينَ جِدَّتي = وشيَّبنَ رأسي والمشيبُ مع العمرِ
فإنَّ لنا ربّاً علا فوق عرشِهِ = عليماً بما نأتي من الخيرِ والشرِّ
ألم يأتِ قومي أن لله دعوةً = يفوزُ بها أهل السيادة والبِرِّ
إذا بعثُ المبعوثُ من آل غالبٍ = بمكةَ فيما بين زمزمَ والحجرِ
هنالك فابغَوا نصرَهُ ببلادِكم = بني عامرٍ إنّ السيادةَ في النَّصرِ
ثم قضى من ساعته.

وعن شرح غوامض الكلمات التي جاءت في وصية أوس بن حارثة؛ فقد ذكر أبو علي القالي (المتوفى سنة 356 هـ) في "الأمالي" تأويلها، كما أنه ساق الرواية بطريق أخر، وهو:  (عن أبي بكر بن دريد، قال: حدثني عمى، عن أبيه، عن هشام بن محمد الكلبى، عن عبد الرحمن ابن أبى عبس الأنصارى، قال: عاش الأوس بن حارثة دهرا وليس له ولد إلا مالك... إلخ)، وهذا ما ذكره عن تأويل الغوامض:
العذق : النخلة نفسها بلغة أهل الحجاز ، والعذق الكباسة.
والجريمة : النواة.
والوثيمة : هي الموثومة المربوطة ، يريد به : قدح حوافر الخيل النار من الحجارة.
والعرب تقسم هذا الكلام فتقول : لا والذي أخرج العذق من الجريمة ، والنار من الوثيمة.
لا فعلت كذا وكذا.
ومن أيمانهم : لا والذي شقهن خمسا من واحدة ، يعنون الأصابع.
ويقولون : لا والذي أخرج قائبة من قوب ، يعنون : فرخا من بيضة.
ويقولون : لا والذي وجهي زمم بيته ، أي قصده وحذاءه.
والبسل : الشجعان ، واحدهم باسل ، والبسالة : الشجاعة ، قَالَ الفراء : الباسل : الذي حرم عَلَى قرنه الدنو منه لشجاعته ، أي لشدته ، لأنه لا يمهل قرنه ولا يمكنه من الدنو منه ، أخذ من البسل وهو الحرام.
وقَالَ غيره : الباسل : الكريه المنظر ، وإنما قيل للأسد : باسل ، لكراهة وجهه وقبحه ، يُقَال : ما أبسل وجه فلان ، قَالَ أَبُو ذؤيب : فكنت ذنوب البئر لما تبسلت وسربلت أكفاني ووسدت ساعدي تبسلت : فظع منظرها وكرهت ، وقَالَ : شيخنا أَبُو بَكْرِ بن الأنباري : قَالَ الأصمعي : الباسل : المر ، وقد يبسل الرجل سبل بسالة إذا صار مرا.
والمشتف : المستقصي ، يُقَال : استشف ما فِي إنائه واشتف إذا شرب الشفافة ، وهي البقية تبقي فِي الإناء.
والمقتف : الآخذ بعجلة ، ومنه سمي القفاف.
وأمر : كثر عدده ، يُقَال : أمر القوم يأمرون إذا كثر عددهم ، قَالَ لبيد :
نعلوهم كلما ينمي لهم سلف = بالمشرفي ولولا ذاك قد أمروا

ومن كلام أوس بن حارثة أيضاً ما ذكره اليوسي (المتوفى سنة 1102 هـ) في "زهر الأكم"، وهو: (خير الغنى القنوع وشر الفقر الخضوع) اهـ.

قلت: ذكر وصية أوس بن حارثة أيضاً أبو هلال العسكري (المتوفى نحو سنة 395 هـ) ، فقال: (حدثنا أبو القاسم بن شيران قال حدثنا عبد الرحمن بن جعفر قال حدثنا الغلابى قال حدثنا عبد الله بن الضحاك ومهدى بن سابق قالا حدثنا هشام قال حدثنى عبد المجيد بن أبى عبس عن أبيه قال عاش أوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو مزيقياء بن عمرو دهرا طويلا وليس له ولد إلا مالك...إلخ)

ـــــــــــــــــــــ
مصادر ومراجع:
1- هواتف الجنان للخرائطي 1/ 64-65
2- أمالي القالي 1/ 102-103
3- جمهرة الأمثال 2/ 235-236
4- نثر الدر في المحاضرات 6/ 255-256
5- زهر الأكم في الأمثال والحكم 2/ 206-207
6- تاريخ دمشق لابن عساكر 3/ 456-457
7- البداية والنهاية لابن كثير ط إحياء التراث 2/ 404-405
8- خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى 1/ 541
9- إمتاع الأسماع 3/ 350-351

======================
اعداد/ أحمد عبد النبي فرغل الدعباسي

الدم الدم .. الهدم الهدم !!

الدم الدم .. الهدم الهدم !!
==============



أذكُر ذات مرة كنت وجمع من السادة النسابين والباحثين نتباحث في علوم الأنساب، ويومها تحدثنا عن "الحِلف عند العرب"، ولازلت إلى يوم أتذكر شئ كثير مما قيل.

من عادات العرب عند عقد الحِلف أن يغمسوا أيديهم في إناء به دماء، أو ما أشبهه، كما فعل "لعقة الدم القرشيون" إذ غمسوا أيديهم في طست مليء بالدماء، وكما فعل "المطيبون القرشيون" إذ غمسوا أيديهم في إناء به طِيب.
والحِلف أنواع، منه حلف يُعقد عند الضرورة، وهو الحلف المؤقت، وأشهره تحالفات الحروب والمعارك.
ومنه الحلف الدائم، وهو كذلك أنواع، منه أن يَدخل الحليف "الأقل عدداً وقوة" تحت لواء حليفه "الأكثر عدداً وقوة"، أو يرأس أشرف الحليفين نسباً - كان الأشراف والقرشيون عادة ما يتولون رئاسة القبائل - لكامل القبيلة الجديدة، التي غالباً ما يستجد لها لقب واسم جديد، يكون عادة بسبب مناسبة زمانية - مثل خزاعة والقارة ، أو مكانية - مثل غسان وتنوخ ، أو على اسم أحد الأشخاص - مثل مزينة وخِندف .

ومن عادات الحِلف: الإختلاط والإمتزاج أنكاحاً وإنكاح، وهو أن يتزوج الحليفان من بعضهما البعض.
وهناك حلف "الندهة أو الندة" وهو الصرخة، حيث يصرخ الحليف على حليفه طلباً للنجدة والغوث. وهناك حلف "الهدم" فيقولون (الدم الدم .. الهدم الهدم) وهي كناية عن شدة الحِلف ومدى الحرص عليه .

ولكن لست أدري ما رأي الشرع في الأحلاف القديمة، وهل يجوز العمل بها مثلما أجاز رسول الله العمل بحلف جده "عبد المطلب بن هاشم" مع بني كعب الخزاعيين، وكان هذا الأمر سبباً مباشراً في فتح مكة المكرمة ؟


الدعباسي ..