الثلاثاء، 11 مارس 2014

الديمقراطية وأهل الحل والعقد

أهل الحل والعقد .. دوما اتذكرهم في كل مناسبة استفتاء او انتخابات في مصر

صراحة الديمقراطية في التصويت والانتخاب شئ غير مقبول .. بالنسبة لي .. ولكن كلامي لن يغير في الواقع شيئا , دوما اقول ان النظام الديمقراطي جعل للجميع حق التصويت , اي يكون لكل صوت اهمية في اختيار حاكم ودستور ونواب الشعب وهذا أمر جد خطير ؟ , فالناس ليسوا كلهم بنفس العقل والفكر والتعليم , وهناك من البشر كما اخبرنا رب العزة عز وجل .. هناك من يكادوا اللا يفقهون قولا ؟ , وهناك من هم كالأنعام أو أضل سبيلا , هناك من هم من اخواننا واهلينا واحبابنا من نعرف كيفية تفكيرهم ومنتهى أحلامهم (عقولهم) , ففي الديمقراطية يكون لصوتهم اهمية شديدة فالصوت الواحد قد يرجح كفة على كفة .

في الاسلام كان مبدأ الشورى , ولكن لم يكن للجميع حق المشاركة في مجلس الشورى , وانما هو كان مجلس للصفوة .. صفوة الناس من أولي السن والعلم والخبرة والحنكة وهم من اسماهم الشرع بـ ( اهل الحل والعقد ) , وكان يقع على كاهلهم الاختيار للحاكم , وكان الحاكم يختار الولاة بناء على استشارة بعض أهل الحل والعقد هؤلاء .. فكنا كما علمنا .. اما اليوم ؟؟؟؟؟

نرى كل من اكمل السن القانوني للانتخاب يذهب للتصويت .. ونرى جداتنا في الريف والصعيد وأكثرهن لا تعرف أبعد من حدود قريتها مكانا , وهي كما نصف على (الفطرة) ولا تدري عن دهاليز الساسة والسياسة شيئا ؟ فجائت الديمقراطية وجعلت صوتها الانتخابي مؤثر ؟؟

ترى ماذا لو تعقلنا وأوسدنا الأمر إلى أهله .. وجعلنا مسؤلية الانتخاب لاهل الحل والعقد .. والله سنستريح يومها .. فلابد ان يكون للسفينة ربان واحد والا هلكت ؟ اما الديمقراطية تجعل للسفينة 90 مليون ربان , يسيرها كيفما يشاء , والقول الفصل هو للاغلبية , وكما نعلم أن الأكثرية دوما يكونوا من غوغاء وأوباش الناس كما هو معلوم , وأن أهل الحلم والعلم والدين دوما قليل .. فانظر وتأمل .

عاب العرب في جاهليتهم الجهلاء على القوم المتساوون , اي من كان كلهم سواسية فليس فيهم شريف ووضيع , وشبهوهم بأسنان الحمار .. لأنها سواء , ونحن صار حلنا كحالهم , كل الشعب صار رأيه متساوي في القبول والتاثير ؟؟ فسبحان الله ؟

ان الشرع لا يساوي بين شهادة الرجل والمرآة فما بالنا بالديمقراطية تساوي بين رأي سيد القوم وأعلمهم وأحلمهم وبين رأي الصبي النشء والعجوز التي على الفطرة ؟ , بل الأدهى أن يجعل راي النصراني وربما اليهودي كرأي المسلم , وكما معلوم ان اليهود والنصارى لن يرضوا عنا الي يوم الدين , ولن يكون رأيهم موافقا لمصلحة المسلمين الا ان توافق مع مصالحهم هم ؟؟

مابالكم كيف تحكمون ؟ وانا لله وانا اليه راجعون .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق